- المصدر: هيئة إغاثة اللاجئين في الأمم المتحدة
- 6048 قراءة
لاجئ سوري يباشر بخدمة توصيل البيتزا في مخيم الزعتري في الأردن
مخيّم الزعتري للاجئين، الأردن، 2 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – نقل أحد رواد الأعمال السوريين جزءاً من الحياة الطبيعية إلى اللاجئين وعمّال الإغاثة داخل مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، من خلال إطلاق أوّل خدمة توصيل طلبيات البيتزا في المخيم.
كان أبو محمود، 48 عاماً، سمكرياً ومالك متجر مبيعات بالجملة في محافظة درعا في جنوب سوريا قبل أن يجبره القتال العنيف على اللجوء مع عائلته إلى الأردن المجاور في أواخر العام 2012.
وبعد بضعة أشهر من وصوله إلى الزعتري، وعلى الرغم من خسارة منزله وسبل كسب عيشه، كان أبو محمود يعمل في صنع عصير البرتقال وبيعه عندما خطرت له فكرة جديدة لإعالة نفسه وعائلته في المخيم.
يقول أبو محمود للزائرين من المفوضية: "عندما كنت في سوريا، لطالما فكرت في فتح فرن وصنع البيتزا، لكن لم تتحقق هذه الفكرة إلا بعدما أتيت إلى المخيم."
وبعدما اقترض المال لبدء المشروع، فتح في أكتوبر/تشرين الأوّل 2013 "معجنات السلام" في الشارع الرئيسي التجاري المزدحم في المخيم، والذي يعرفه السكان بالشانزليزيه.
وفي السادسة صباحاً من كل يوم، يشعل أبو محمود والفران، يحيا، فرن البيتزا الكبير ويعدان العجين الكافي لصنع حوالي 3,000 قطعة بيتزا. وتعتبر بيتزا المارغيريتا المؤلفة من الجبن وصلصة الطماطم من أكثر الأصناف مبيعاً، إلى جانب البيتزا الصغيرة المغطاة بلحم البقر المفروم وصلصة الطماطم والبصل.
سارت الأعمال على ما يرام، إلا أن أبو محمود يقول إنه أدرك وجود الكثير من الزبائن المحتملين في المخيم الذين يقيمون بعيداً ولا يملكون الوقت للمجيء إلى متجره في الشانزليزيه.
يقول: "لم يكن أحد غيري يقوم بتوصيل البيتزا، لذا رأيت في ذلك فرصة واشتريت دراجة هوائية. والآن يمكننا توصيل البيتزا إلى أي مكان في المخيم." ويقوم أبو محمود يومياً بتوصيل بين 30 و50 طلبية، غالبيتها لعمال الإغاثة الذين يرغبون في تناول الغداء في مكاتبهم أو للاجئين الذي يقيمون في أجزاء بعيدة من المخيم.
وقد صرّح نصر الدين طوايبية، وهو موظف في المفوضية، وزبون دائم لخدمة التوصيل قائلاً: "يعكس ذلك الحياة في المخيم. فالأشخاص لا ينتظرون فقط... الوكالات الإنسانية لإتاحة الفرص لهم، بل إنهم سبّاقون وكثيروا الابتكار ويأتون بأفكار جديدة."
ويضيف طوايبية أن ذلك ساعد في خلق جوّ من الحياة الطبيعية في المخيم. "كأنك تعيش في أي مكان آخر، في أي بلدة أو مدينة، حيث يتطلّع الناس إلى تقديم الخدمات لك ليسيروا أعمالهم ويحققوا المزيد من الربح."
يقول أبو محمود إن الإضافة الأخيرة لخدمة توصيل الطلبات أعطت العمل دفعاً قوياً، وإثباتاً على كلامه، وصلته طلبية لـ500 قطعة بيتزا باللحم لزفاف سيقام في جزء آخر من المخيم.
ويقول إنه في حين لم يتوقع أبداً أن يجبر على ترك بلده ويصبح لاجئاً، إلا أنه سعيد بعمله الجديد الذي بدأه بنفسه في المخيم. "إنه عمل مربح، حتى إنني أفكر في فتح مطعم للبيتزا عند عودتنا إلى سوريا."
بقلم تشارلي دونمور في مخيم الزعتري للاجئين، الأردن