- المصدر: عكس السير
- 7702 قراءة
نازحين سوريين رفضوا الحلم الأوربي و فضلوا البقاء في "مرسين"
في مدينة مرسين بات حي مزيتلي يعرف باسم “سوريا الصغيرة”، ففي هذه الضاحية للمدينة التركية يحط اللاجئون السوريون الرحال لبدء حياة جديدة آملين في الوقت نفسه العودة يوما الى وطنهم.
ويعيش، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، ما بين 200 الف و350 الف سوري في هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب تركيا ويقدر عدد سكانها بنحو مليون ونصف مليون نسمة.
لكن الاكثر تصميما جعلوا من مرسين محطة موقتة للانطلاق منها في رحلة سرية محفوفة بالمخاطر نحو الاتحاد الاوروبي، اي انهم يمكثون لفترة قصيرة في المدينة حتى يجدوا مركبا يقلهم باتجاه السواحل الايطالية او اليونانية.
لكن الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين رفضت وضع مصيرها بين ايدي مهربين لا يردعهم دين او قانون، وهؤلاء السوريون الذي ينتمي معظمهم الى الطبقات المتوسطة اختاروا الاقامة في مرسين حتى نهاية الحرب الذي يجتاح بلادهم عاقدين العزم على العودة يوما الى الحياة التي كانوا يعيشونها من قبل.
وتقول الوكالة إنه “تشكلت شبكة جمعيات بتمويل من تجار ميسورين جاءوا من حلب او اللاذقية (شمال سوريا) لتساعدهم على تدبير امورهم”.
ولم تشأ السلطات المحلية التحدث عن وضع اللاجئين، بحسب فرانس برس.
وأسر لاجىء في الرابعة والعشرين من عمره وهو جالس في مقهى “اللاذقية” انه يفكر جديا بالاقامة في الغرب، وقال وهو يدخن النرجيلة “حاولت لفترة طويلة الذهاب الى دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا او ايطاليا لكن كلها رفضت اعطائي تاشيرة”. واضاف “بما ان تركيا لا تطلبها (تأشيرة) اتيت الى هنا”.
واضاف هذا الشاب المهني في المجال الصحي الذي رفض كشف هويته، انه عدل بسرعة عن الانضمام الى صفوف المرشحين للهجرة غير الشرعية، وقال “انه امر محفوف بالمخاطر، افضل البقاء في تركيا لكنني خائف جدا من ان انهي حياتي هنا”.
وهذا الخوف جعل من الساحل الجنوبي لتركيا نقطة انطلاق لشتى انواع التهريب.
واكدت فوليا ميميس اوغلو التي تدرس مسارات الهجرة في جامعة تشوكوروفا في مدينة اضنة المجاورة “من قبل كانت ازمير (غرب) او بودروم (جنوب غرب) والان مرسين هي التي اصبحت ممرا للمهاجرين”.
وقالت “ان المهربين استأجروا منذ ايلول في منطقة مرسين نحو عشرين مركبا قديما لتحميلها بشكل مفرط باللاجئين الذين يدفع كل منهم مبلغا قد يصل الى ستة الاف دولار للقيام برحلة محفوفة بالمخاطر الى ايطاليا.
واوضحت الجامعية “ان ركابهم هم عموما من المهاجرين المتوسطي الحال، اكثر تعليما ويريدون الذهاب بحثا عن عمل يتوافق مع دراستهم في اوروبا”.
لكن منذ ابحار وانقاذ اثنين من هذه المراكب في كانون الثاني شددت السلطات التركية اجراءات المراقبة ما ارغم المهربين على ان يكونوا اكثر حذرا.
وفي مرسين بات المرشحون للرحيل يفلتون في البداية من فضول الشرطة والصحافيين حيث يقيمون في مجمع شقق مغلق ومحاط بحماية حراس مسلحين يمنعون اي اتصال بهم.
واوضح كنان نجاري وهو رجل اعمال سوري من حلب مقيم اليوم في مرسين “انهم ينتظرون لاسابيع عدة او حتى اشهر الضوء الاخضر من مهرب ليقودهم فيما بعد الى مركب بائس”.
واضاف بأسى “نحاول ان نشرح لهم ان هذه السبيل ليس صائبا واننا نستطيع ان نعيش بسلام في مرسين في انتظار ان نتمكن من العودة الى بلادنا. لكن البعض منهم لا يريدون سماع اي شيء… ويرحلون في كل الاحوال”.