- المصدر: جريدة المدن الإلكترونية
- 5377 قراءة
"السوريون" شعب الله العلقان
أينما وَلَّيتَ وجهك، سترى السوري في وضعية العالق في فخ، أو كما يسمونه عندنا بالعلقان. شعب الله العَلقان. علقان في مكان، وعَلقان في زمان، علقان في تركيا، علقان في لبنان، علقان في الأردن، علقان في مصر، علقان في كل بلاد العربان... علقان في فخ العروبة، علقان في فخ الإسلام.. وإلى أوروبا تمضي أفكارك قبلك. علقان في البحر، علقان في اليونان. تمضي الأيام وقد نالت منكَ الإنتظار، علقان في كردستان، علقان في الأحلام. علقان في إيطاليا.
بس علقة إيطاليا ولا شي قدام العلقة بغابات مقدونيا والوقوع بين أيدي قطاع الطرق الأبرار. الجماعة اختصاصهم تشليح وبس، لا يلوثون أياديهم الطاهرة بالدماء، ليسوا بأشرار، علقان بداعش يا أبو شريك، ما بقطع فرض صلاة. علقان بفرنسا يا معلم، ومضطر اجاوب على أول سؤال من شعب الله الأوروبي الفهمان. يو آر كريستيان أور موسليمان، على أساس علمانيين. لاييك، كان عنا مدرسة اللاييك، وصار اسمها بعد الإستقلال معهد الحرية، وبعدين صار اسمها معهد باسل الأسد، مع حفظ الألقاب.. ولا تنابذوا بالألقاب. هيك قالوا بالقرآن.
قام صرنا نسب ونشتم ونتنابذ ليوم التنابذ، وصار السوري اللي ما بينذل من أذل الناس، شي تحت سقف الوطن المزين بصبَّاط، وشي بالفلا المجاور المرصع بالأنذال، ما أحسن الجيران، والشعب بينهم علقان.
وإلى بلاد الكفار سنشد الرحال، لا لشيء، فقط للإستجمام. نقاهة من القهر والقتل والحرمان. نقاهة من مرض عضال اسمه مواطن في اللا أوطان. للإستحمام بمياه الحرية الدافئة في بلاد الزمهرير الفتَّاك، للتعرف على الحلم الذي سالت من أجله كل تلك الدماء. شاركنا في كل حفلات العزاء، وفتحنا للوطن خيام العزاء الكبرى على شكل كامبات، ولكن لم تفتنا الأحلام.
نحن شعب الله العلقان، إلى الغرب وبؤس المصير وجهتنا. لا حياة لنا في الوطن، لا حياة لنا في الشقيقات من الأوطان. علقان يا أبو شريك علقان. ببوس إيدك دبرلنا شي طلعة من عمَّان. أنت بس وصلني لليونان. قال صاحبنا علقان بالمجر، لأ والتاني بصم ببلغاريا، هيك بيرجّعوه الألمان. بصماتنا في كل مكان، نحنا اللي بصمنا بتركيا حتى، بصمنا بمالطا تحت التعذيب، بصمنا باليونان مشان تشحد الحكومة اليونانية علينا كم مليون يورو في وضح النهار.
نحن شعب الله المنهار. منهار تحت قصف الوطن، منهار تحت قصف الغربة، منهار في المخيمات، منهار في البحار. نحن الشعب العلقان، بين المطرقة والسندان. بين داعش والنظام، بين الغرب والعربان. بين الحلم والبلم. بين السفر والخفر.
أنت مجرد نفر، أنت مجرد بقر، يحلبك من يشاء، ويسلخ جلدك من يشاء، ويأكل لحمك من يشاء. أنت مشاع، أنت البقرة التي سقطت فلا تستغرب كثرة الذباحين حولك. أنت في البرزخ الآن، علقان. أنت في أوروبا الآن، لكنك أيضاً علقان. علقان هناك في الزمان، كما كنت في وطنكِ علقاناً في المكان. شعب الله العلقان.