تركيا.. قناع ذكي يجمع الناس بعدما فرقهم كورونا

تركيا.. قناع ذكي يجمع الناس بعدما فرقهم كورونا

إسطنبول/ تولجا يانيق/ الأناضول

 

في الوقت الذي فرق فيه فيروس كورونا القاتل الناس، تتواصل الاستعدادات بدعم من المستثمرين لإنتاج القناع التركي متعدد الاستخدام "كوروماكس" الذكي.

القناع الطبي (الكمامة)، من انتاج شركة "كورونيتي"، يتمتع بخصائص جمّة، إذ يمكنه متابعة التنفس والتغير في درجة حرارة الجسم باستخدام أجهزة استشعار.

محمد إيمراق، المدير التنفيذي للشركة تحدث للأناضول عن مزايا الكمامة، التي اعتمد في ابتكارها على أجهزة الاستشعار والجيل الجديد من الإنترنت لسنوات، باعتباره متخصصًا في التكنولوجيا الدقيقة (ميكرو تكنولوجي).

** ميلاد الفكرة

في الواقع، بدأت الفكرة قبل تفشي وباء كورونا مطلع عام 2020، عندما كان إيمراق يعمل في أحد مصانع النسيج، حيث لاحظ تعرض العمال والموظفين للغبار الكثيف.

ولذلك قال "فكرت في صنع قناع ذكي للذين يعملون في أجواء ذات غبار وأتربة تقوم بتتبع البيانات الصحية لمرتديها وتصدر تنبيهًا لهم بشأن حالتهم الصحية".

وبينما كان في مرحلة التصميم الأولي للقناع، بدأ وباء كوفيد-19 بالانتشار في العالم، مما أثر بشكل كبير على حياة الأشخاص الذين فرض عليهم الفيروس واقع ارتداء الكمامة.

وتابع "من هنا نمت فكرة إنتاج قناع يمكّن الناس من حماية أنفسهم بشكل أفضل، ومراقبة درجة حرارة أجسادهم والحمى المفاجئة أو ضيق التنفس وهي من الأعراض الرئيسية للوباء".

وعلى هذا الأساس، أجرى إيمراق تغييرا بسيطا على التصميم الحالي للقناع الطبي، بإضافة مستشعر حرارة مع عبوة لإعادة الشحن والتعقيم.

وأضاف: "بدأنا المشروع بمشاركة كل من أخصائي أمراض الصدر والتنفس، وآخرين في المبيعات وشهادات المنتجات الطبية، ثم شكلنا فريق عمل كبير بمشاركة كل من مطوري البرامج والمصممين إلى المشروع".

** إقبال كبير

منذ بداية طرح القناع للبيع في شهر مايو/أيار الماضي، حظي بإقبال كبير على شرائه من داخل تركيا وخارجها، عبر طلبات تقدمت بها 22 دولة للحصول على إذن توزيع، وطلبات من 52 ولاية تركية، وفق إيمراق.

وقال: "رغم أننا بدأنا بطاقة إنتاجية منخفضة في الشهور الأولى، فإن الإقبال كان مرتفعًا، كما أن دعم رجال الأعمال والصناعيين أوصلنا لاتفاق بشأن إنتاج تركي كبير في هذا المجال"، لافتا إلى توسيعه اعتبارًا من فبراير/ شباط 2021".

إيمراق أشار أن اسم "كورونيتي" (اسم الشركة) نشأ من مزيج من كلمتي "كورونا" و"كوميونيتي" (المجتمع)، "أي يمكننا أن نقول مجتمع كورونا".

وأوضح أن الهدف "العمل على تجمع الناس مرة أخرى بعد أن حال انتشار الأمراض دون ذلك، من خلال تقديم منتجات تقنية يمكنها خلق مناخ معيشي صحي جديد".

وأكد إيمراق أن أهم ميزة في قناع "كوروماكس" الذكي، حماية الأشخاص عن طريق فلتر أو مرشح ثلاثي قابل للتغيير والاستبدال.

وأضاف: "يقوم القناع بمراقبة ومتابعة التغيرات التي تطرأ على التنفس ودرجة حرارة الجسم من خلال المستشعرات الموجودة به، كما يتيح للمستخدم متابعة حالته الصحية عبر تطبيق على الهاتف المحمول يتصل به".

** مواصلة الحياة

وواصل سرد ميزاته: "يتوفر به لمبات ليد توضح للأشخاص المقابلين لك حالتك الصحية، وهكذا فإن من يستخدم أقنعتنا يجد الفرصة للتأكد من حالته، إضافة إلى مواصلة حياتهم دون الابتعاد عن أقاربهم وزملاء عملهم".

وأضاف: "عملنا على توفير حياة آمنة أكثر مقارنة بالأقنعة الأخرى أثناء انتشار الوباء، وخاصة لأولئك الذين يعملون في مكان واحد أو العاملين في القطاع الطبي، إذ يمكنهم الاجتماع مع ذويهم بأمان".

وعلى هذا فهو يتيح للناس حماية أنفسهم في الحياة اليومية، بحسب المدير التنفيذي للشركة، كما "يمنح الوالدين ثقة في إرسال أبنائهم إلى المدارس لتلقي تعليمهم دون قلق".

ومن ضمن مميزات قناع "كوروماكس"، إتاحته الفرصة لأصحاب العمل من متابعة البيانات الصحية لموظفيهم باستمرار من خلال تطبيق الهاتف المحمول.

** دعم وشراكة

وأشار إيمراق إلى أنهم استحقوا الحصول على دعم من "بترول اوفيسي" و"كوروناثون" التابع لهيئة البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا.

واستطرد: "دعمَنا أيضا مركز دعم المشروعات التقنية بجامعة اسطنبول التقنية İTÜ Çekirdek عبر إرشادنا ومشاركتنا بخبراته في تصحيح نموذج العمل الخاص بنا".

إضافة إلى ذلك فإن فعالية Big Bang التي ينظمها مركز دعم المشروعات التقنية بجامعة اسطنبول التقنية، والتي يتحدد بها أفضل المستثمرين الناشئين، ستتيح الوصول إلى التمويل اللازم الذي سيوصل المشروع للسوق العالمية.

ذكر إيمراق أنهم يستهدفون الوصول إلى المصانع والهيئات والمؤسسات الصحية، والتمهيد لإنتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها متابعة وتوجيه الصحة العامة للأشخاص.

وأشار أيضا إلى "توظيف البيانات التي تجمعها منتجاتنا وبرامجنا للصحة الوقائية، والتي يمكن ارتداؤها وحملها"، لافتا إلى أنهم يهدفون إلى تقليص الكثافة في المؤسسات الصحية في السنوات القادمة وذلك بما نقدمه من منتجات".

وختم قوله: "الاستثمار في التقنيات الطبية والصحية، يتيح للبلد المشاركة في سباق التكنولوجيا العالمية، وهنا يقع الدور المهم على كاهل رواد الأعمال والمستثمرين".