- المصدر: تركيا بوست
- 10833 قراءة
تهريب البشر .. من منازل الصدمة في تركيا الى اوربا
تبقَى دول أوروبا الغربية وجهة أساسية للهجرة غير الشرعية في العالم. ويحاولُ آلاف المهاجرين غير الشرعيين الوصول إليها بحثاً عن حياة أفضل، وهربا من القمع السياسي والحروب الأهلية والمجاعات والفقر والتدخّلات الخارجية
وتورد الصحيفة بأنه وعلى الرغم من التشديدات الأمنية والقانونية (عقوبة المساهمة في تهريب البشر تتراوح ما بين 3 و8 سنوات بالإضافة إلى غرامة مالية) التي تتّخذها تركيا، يبقى هذا البلد إحدى محطات العبور الرئيسية للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. واستطاعت السلطات التركية اعتقال نحو مليون مهاجر غير شرعي على أراضيها بين عامي 1996 و2013، بالإضافة إلى نحو 12 ألف مُهرّب.
خطوط التهريب:
وذكرت الصحيفة، يوجد خطوط عدة لنقل المهاجرين عبر تركيا. أقدمها الخط الممتد من الشرق عبر ولاية “وان” التركية الحدودية مع إيران. وتتولى عمليات التهريب شبكات مكوّنة بشكل أساسي من أكراد، ويُنقل المهاجرون الإيرانيون والأفغان والباكستانيون ضمن مجموعات مكوّنة من عشرين إلى ثلاثين شخصا عبر الحدود سيرا على الأقدام، أو من خلال الأحصنة أو الحمل على ظهور المهرّبين، في رحلة تستمر ثلاث ساعات على الأقل.
وتورد الصحيفة بأن أحمد (اسم مستعار)، وهو أحد وسطاء عمليات التهريب، يؤكّد على أنهم “نتصل بالشبكة في أفغانستان وباكستان عبر الشبكة الموجودة في إيران، والتي لنا تعاملات تجارية معها بعيدا عن التهريب أيضاً”. ويلفت إلى أن “المرحلة الأصعب تكون في إيران، علما أن القوى الأمنية لا تتردّد في القتل. حتى إن نقل المهاجرين في إيران يتحقّق عبر مراحل عدة بسبب الخوف”. يضيف أن “عائلاتنا تنتشر على طول الحدود. نحن أصحاب هذا المكان ونعرف تفاصيل الحدود أكثر مما نعرف منازلنا. دائما ما نجد طريقا لتهريب البشر“.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في تركيا، يبيتُ المهاجرون في منازل يُطلق عليها المهربون اسم “منازل الصدمة” في منطقة “باش كالة” في ولاية وان، بكلفة 40 دولارا للشخص الواحد، ومنها إلى مدينة إسطنبول. في السابق، كان المهاجر يدفع المال لشخص ثالث يحدّده المهرّب. لكن بعد ازدياد حالات السرقة سواء من قبل المهاجرين أو المهرّبين، اعتمدت آلية جديدة وهي وضع المال لدى مكتب صيرفة على أن يحصل على نسبة بعد التسليم
يتابع خليل أن “الواقف أي المهاجر، يسلّم المال ويتفق معه على كلمة سر يقولها لنا بعد إتمام العملية”. يضيف: “تتراوح كلفة العبور من أفغانستان إلى إسطنبول ما بين 5000 و7000 دولار للشخص الواحد. وعادة ما ينقلون من وان إلى إسطنبول عبر شاحنات كبيرة. ويدفع المهربون نحو 30 ألف دولار مصاريف نقل، على أن يتقاسموا باقي المبلغ فيما بينهم. وتتراوح كلفة الوصول إلى أوروبا ما بين 15 ألف دولار و20 ألف دولار للشخص الواحد“.
الحالة المادية:
وأشارت الصحيفة، أنه تختلفُ طرق عبور المهاجرين غير الشرعيين من تركيا نحو أوروبا، بحسب الوضع المادي للمهاجر. إذا كان مقتدراً، غالبا ما يُغادر عبر المطارات، سواء مطار إسطنبول أو مطار أنطاليا الدوليين، بكلفة تتراوح ما بين 10 آلاف و12 ألف دولار للشخص الواحد، من خلال استخدام جوازات سفر أوروبية مزورة.
وبحسب الخوجا، وهو مهرّب تركي ـ كردي، فإن جوازات السفر هذه تصنعها مافيات في بلغاريا واليونان وباكستان والجزائر والمغرب. لكنه يلفت إلى أن هذه الطريقة باتت مكلفة جدا وصعبة، بل تكاد تكون مستحيلة في ظل التدقيق الأمني الشديد الذي بدأت السلطات التركية تمارسه في المطارات، إثر توقيع اتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي تقضي بإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد.
ملوك اللعبة:
وقالت الصحيفة، أن منطقة بحر إيجة، بمدنها الأساسية كإسطنبول وإزمير وبودروم، تعد إحدى أهم منافذ عبور المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، بسبب قربها من الجزر اليونانية. وباتت اليوم المنفذ الوحيد في ظل التشديدات الأمنية. وتتراوح كلفة نقل الشخص الواحد ما بين ألف وأربعة آلاف دولار.
من جهته، يؤكّد أبو عبد الله، وهو أحد المهرّبين السوريين الأكراد، أنه “قبل الحرب في سورية، كنا نعتمد على المهرّبين الأتراك كثيراً. أما اليوم، فلم يعد لهم نفع، وبات السوريون ملوك اللعبة”. يضيف: “نحن السوريين الآن نهرّب المهاجرين عبر البحر في تركيا. لدينا شباب ماهرون في قيادة السفن من اللاذقية وطرطوس“.
وتذكر الصحيفة بأن هذه السفن تتوجّه بعد تحميلها بالركاب ليلا من سواحل اسطنبول أو إزمير، إما إلى اليونان حيث تفرّغ حمولتها، أو تكمل طريقها إلى سواحل إيطاليا، أو تتوجّه إلى السواحل الرومانية، حيث الدخول أسهل بسبب قلة التشديد الأمني. وعلى الرغم من جميع هذه المشقات والمخاطر التي قد تؤدي إلى موت المهاجر، لا تنتهي الرحلة هنا، فما أن يضع قدمه على أرض القارة الأوروبية تبدأ، مهمة أخرى هي المغادرة نحو دول أوروبا الغربية.