- المصدر: اقتصاد مال و اعمال السوريين
- 6408 قراءة
سوريان ينجحان في اختراق حاجز الانتساب لنقابتين في مصر
سبع سنوات مضت على وجود السوريين في مصر التي احتضنت مئات الآلاف من السوريين. ويوماً بعد يوم، تُقدم لهم تسهيلات في مجال الاستثمار التجاري والصناعي، رافق ذلك جهود حثيثة من أصحاب الكفاءات العلمية للاعتراف بشهاداتهم والسماح لهم بمزاولة المهن المختلفة. ونستعرض في هذا المقال مجهودات فردية لسوريين استمرت محاولاتهم لأشهر وانتهت بالسماح لهم بالانضمام لنقابتين مصريتين هما نقابة المهندسين ونقابة الأطباء البيطريين، ومعاملة السوريين فيهما معاملة نظرائهم المصريين.
نقابة المهندسين المصرية تعامل المهندس السوري معاملة المصري عام 2017
"ربما يعتقد البعض أن الجهود الفردية غير مجدية ولكن عملياً لابد من المحاولة"، بهذه الكلمات بدأ المهندس عمر المسالمة، حديثه لـ "اقتصاد"، ليروي تفاصيل عن جهوده الفردية من خلال عمله بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومحاولاته لنيل السماح له ولزملائه السوريين بالقيد في نقابة المهندسين المصرية، عبر جهد متواصل واجتماعات فردية قام بها وانتهت إلى تقديمه طلباً رسمياً بتاريخ 6 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2016 لعضو المجلس الأعلى في النقابة المهندس محمد الأشقر (حصل "اقتصاد" على نسخة منه).
يتابع المهندس عمر المسالمة: "بعدها تمت مناقشة الموضوع في المجلس الأعلى للنقابة، وتحول إلى مبادرة واتفاقية تعاون ترجمت من خلال بروتوكول بين نقابتي المهندسين السوريين والمصريين وبات بإمكان المهندسين السوريين التسجيل بنقابة المهندسين المصرية ومثلهم المصريون في سوريا بتاريخ 20/1/2017، ولاحقاً تم تفعيل البروتوكول من خلال (المؤتمر العربي الأول للترميم و إعادة الإعمار) في الإسكندرية".
ويكمل المسالمة حديثه: "أما عن طريقة الانتساب لنقابة المهندسين المصرية فإن عنوانها هو (القاهرة- شارع أحمد عرابي)، ومزاولة المهنة في مصر والأوراق المطلوبة هي (صور جواز السفر- صور شخصية - فيش وتفييش من وزارة الداخلية في العباسية - الشهادة الجامعية بشرط أن يكتب عليها تعهد بعدم المطالبة بالمعاش التقاعدي بعد سن الستين - رسم انتساب إلى نقابة المهندسين المصرية ويبلغ٣٧٠٠ جنيه للمرة الأولى وسنوياً تصبح ٥٦ جنيهاً فقط)".
ويختم المسالمة حديثه: "كان هدفي الأول خلال متابعة الموضوع هو الحماية القانونية ضمن مظلة النقابة، والحصول على ميزات التعليم والتدريب. وقد تحققت هذه المطالب في نص البروتوكول".
نقابة الأطباء البيطريين تسمح بانضمام السوريين لها عام 2018
الطبيب البيطري عبدالكريم بزماوي، كان أول من تحرك من زملائه باتجاه نقابة الأطباء البيطريين المصرية، وهو خريج جامعة الإسكندرية عام 2015. تحدث إليه "اقتصاد" عن تفاصيل ذلك. "اضطرتني الأوضاع الأمنية في سوريا إلى مغادرتها قبل تخرجي من جامعة البعث وقد واجهت معوقات كبيرة بالبداية منها تغير المكان وتغير لغة الدراسة من العربية في سوريا إلى الانجليزية في مصر، وبعد تخرجي حاولت إكمال دراستي العليا ولكن لم أستطع لارتفاع التكاليف وعدم حصولي على منحة تغطيها وهنا حاولت أن أفتتح عيادة للحيوانات الأليفة بسيطة خاصة بي لأتمكن من العمل بتخصصي. بدأت بالبحث عن المكان الأنسب واتخاذ الإجراءات اللازمة ولكن للأسف كانت القوانين أيضاً حائلاً بيني وبين فرصتي هذه بسبب رفض نقابة الأطباء منحي رخصة بمزاولة مهنة كوني من جنسية غير مصرية. لم أستطع التوقف عن محاولتي حينها، فبدأت بتقديم طلب مستوفياً الأوراق المطلوبة للنقابة، موضحاً فيها رغبتي في الحصول على رخصة مزاولة مهنة".
ويكمل د.عبد الكريم لـ "اقتصاد": "وجدت نفسي من دون تخطيط مسبق أقوم بخطوة سينتج عنها انضمام الأطباء السوريين الراغبين بذلك إلى النقابة المصرية وليس مجرد أن أفتتح عيادتي فحسب، وإنما اندماج طبي وتبادل للخبرات والتجارب التي تخص هذا المجال، والذي سينتج عنه دخول السوريين في سوق العمل المصري وإنتاج خبرات جديدة. وبقيت لأشهر أحاول التواصل المستمر مع نقيب الأطباء البيطريين في الاسكندرية ومن ثم التقيت بالنقيب العام للأطباء البيطريين في مصر الأستاذ الدكتور خالد العامري والذي سرني ترحيبه الكبير بنا وتعاطفه مع السوريين وترحيبه وقبوله انضمامي إلى النقابة وقيدي بها. وحالياً أنتظر موافقة وزارة الصحة للبدء بمزاولة المهنة".
ويختم محدثنا بالقول: "أشكر أخوتنا المصريين وسعادة النقيب على جهوده وتعاطفه وقراره بقبول قيدنا بالنقابة ومن يريد من الأطباء البيطريين السوريين الانضمام للنقابة يمكنه مراجعة مقر النقابة بشكل مباشر أو التواصل معي لمساعدته بتقديم الأوراق واستكمالها".
ومما تجدر الإشارة اليه أن الأطباء السوريين في مصر يحق لهم العمل لسنة واحدة فقط عبر ترخيص يتم التقدم به إلى وزارة الصحة المصرية. وربما يكون الجهد الفردي المبذول بالحالتين السابقتين تجربة ملهمة للسوريين المقيمين في مصر للتقدم لباقي نقابات الأطباء أو المحامين أو المعلمين المصرية بطلبات مماثلة للاعتراف بهم، وقيدهم بالنقابات المصرية في ظل غياب أية جهة سورية رسمية للتواصل مع هذه النقابات بشكل رسمي ومباشر لتبقى المبادرات الفردية السمة الأوضح لعمل السوريين ونجاهم في كل الأصعدة.