من يقف وراء تأجيج الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين؟

من يقف وراء تأجيج الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين؟

خلقت الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدة ولايات تركية (أغلبها حدودية) من صدامات بين سوريين وأتراك، حالة من القلق لدى بعض السوريين، معتبرين أن ما يجري هو "سيناريو" مدبر يستهدف وجودهم في تركيا.

ولعل أبرز هذه الحوادث كان مقتل ثلاثة أتراك على يد سوريين في ولاية (شانلي أورفا) جنوب شرقي تركيا، والذي أسفر عن كانت تأزم الوضع تجاه السوريين، سواء في الولاية أو في ولايات أخرى، حيث بدأت المشاكل بين السوريين والأتراك تتزايد يوماً بعد يوم.

 

محاولات لضرب وجود السوريين

ووفقاً لما يراه بعض السوريين المقيمين في تركيا والمطلعين على ما يجري، فإن هناك أطرافاً في تركيا وسوريا تعمل على تصعيد الموقف، بهدف طرد السوريين من تركيا، منوهين في الوقت ذاته إلى الخطة الروسية التي تم طرحها الشهر الماضي لإعادة اللاجئين من لبنان وتركيا والأردن وحتى أوروبا تحت مسمى (المصالحة وتسوية الأوضاع).

يقول المحامي السوري "مصطفى العابد" في حديث لأورينت نت، إن "كثافة الحوادث بدأت بالتحديد إبان خطة طرحها الاحتلال الروسي لإعادة اللاجئين إلى حضن النظام عبر (تسويات) جديدة حملت اسم (إعادة أبناء الوطن للوطن) ولكن هذه الشعارات أو المبادرات باتت مكشوفة، وتبين أن عودة من خرج إلى حضن النظام أمر شبه مستحيل، لذلك بدأت ميليشيات أسد والاحتلال الروسي بمحاولة لضرب وجود اللاجئين في دول الجوار السوري على وجه التحديد".

ويضيف (العابد) "ليست ميليشيات أسد والاحتلال الروسي وحدهم من يتحركون بهذا الخصوص، هناك الكثير من العملاء الذين يتخفون بصفة لاجئين في تركيا ويقومون بكل ما هو مطلوب منهم بهدف إشعال الوضع ضد السوريين وبخاصة في تركيا التي تحوي أغلب معارضي النظام".


حوادث فردية للتعميم


ومنذ حادثة مقتل الشبان الأتراك في ولاية أورفا وما تبعها من مظاهرات لتتطور إلى أعمال شغب وتكسير لمحلات السوريين وممتلكاتهم، وما تبعها من حوادث قتل وتحرش في كل من عنتاب وإسطنبول، زادت وتيرة الاعتداءات على السوريين في عدة محافظات كنوع مما وصفه البعض تحت مسمى "ردات الفعل".

جدير بالذكر، أن هذه الحوادث تأتي في ظل تشديد أمني من قبل السلطات التركية على السوريين، وترحيل أي شخص منهم إلى بلاده بمجرد ارتكابه أية مخالفات، وهذا وفقاً لبعض السوريين ما يعزز من حقائق حول وجود أهداف شتى لترحيلهم من تركيا، عبر إشعال الوضع ضدهم أو دفع بعضهم لافتعال المشاكل، بهدف توريط العدد الأكبر منهم.

وتجري بين الفينة والأخرى حوادث عدة، ناتجة عن بعض المضايقات التي يقوم بها بعض المستهترين بالقوانين، سواء من السوريين أو الاتراك، حيث تعرض الشهر الماضي شابان سوريان للطعن في حي (كرد علي) بولاية مرسين التركية. تم نقلهما على إثرها إلى المستشفى، فيما أظهر شريط مصور تجمهراً كبيراً من الأتراك، قالت مصادر إعلام تركية، إنه في اسطنبول، وإن سببه هو قيام شخص بالتحرش بفتاة في الشارع، وسرعان ما انتشرت الأخبار في مواقع التواصل على أن المتحرش (سوري) لتشهد مواقع التواصل حملة تجييش كبيرة ضد السوريين، قبل أن يتبين بأن الفاعل (تركي) ومتعاط للكحول وكان في حالة سكر كامل.