بعد 24 عام من حصوله على البكلوريا "كمال رفاعي" مهندساً للأبنية المعقدة في السويد

بعد 24 عام من حصوله على البكلوريا

يحمل العديد من المهاجرين القادمين الى السويد، إرث من التصورات والأفكار الجاهزة حول التعليم وإستحصال الشهادات الجامعية، قائم على فكرة أن "مَن فاته قطار الثانوية أو الإعدادية" فإنه حياته الدراسية والمهنية إنتهت، رغم مرورهم بأوضاع إقتصادية أو إجتماعية صعبة.
وكم من شاب أو فتاة تحطمت أحلامهم، لأنهم إما رسبوا أو لأن مجموعهم العام لا يسمح لهم بدراسة اختصاص معين يحبونه ويتناسب مع ميولهم.
لكن الحياة الجديدة في السُويد، تختلف تماماً عن ذلك، وهناك الكثير من الأمثلة، لأشخاص إستطاعوا البدء من جديد هنا، منهم كمال الرفاعي الذي استطاع أن يحقق حلم دراسة الهندسة المعمارية والمدنية والحصول على ماجستير في إدارة المشاريع الهندسية بعد 24 عاما من حصوله على "البكالوريا" من بلده سوريا.
لم يكتفِ كمال بذلك بل استطاع إنشاء مكتب هندسي استشاري مُرخص في جنوب السويد، والحصول أيضا على ترخيص في الأبنية المعقدة Kontrollansvarig komplecerad art.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


"بدأت دون توقف فحقق الحلم"
هكذا يصف الرفاعي البالغ من العمر 42 عاما، تجربته في السويد، وهو القادم إليها مع زوجته وأربعة أطفال منذ 12 عاما. يقول لـ "الكومبس": "من خلال تعلمي اللغة السويدية ناقشت مع مسؤولة الارشاد في مدرسة الكومفكس في مدينة فيكخو عن حلمي الذي لم يتحقق في بلدي فرسمت لي خطة وقالت لي الوصول إلى حلمك يتطلب التضحية بعدة سنوات وإرادة قوية، فما كان مني إلا أن أبدء واصل إلى هدفي بالرغم من كبر سني وكان عمري آنذاك 32 عاما فدرست البكالوريا( اليومناسيت) وانهيتها خلال عام وثمانية أشهر وكان يراودني شعور صعب لأنني اكبر عمرا من الطلبة المتواجدين معي بـ 15 عاما".
يضيف: " لكني حصلت عليها واجتزت هذه المرحلة وتمكنت بعدها من الحصول على مقعد في جامعة مالمو بقسم الهندسة المعمارية وعملت على دراسة بعض المواد لاتمكن من الحصول على شهادة الهندسة المدنية بعدها تزامنا مع دراسة الماجستير في جامعة لوند بإختصاص إدارة الإنشاءات الهندسية وتحصلت عليها في عام 2012".
بعدها بدأ كمال في العمل في شركة Paras Bygg AB في مدينة أيسلوف بمهنة مهندس استشاري ليشرع من ثم في إنشاء مكتبه الهندسي في مدينة مالمو والذي تطلب منه الحصول على شهادة مهندس مُرخص من قبل وزارة الإسكان فحصل عليها وعلى أعلى ترخيص في الأبنية المعقدة، وخلال ممارسته مهنته في مكتبه عمل على تطويره وحصل على شهادة مهندس فحص المنازل عام 2014 ليكون من الأوائل العرب الذين حصلوا عليها في السويد.

الرفاعي مرشحا للبرلمان
كمال لم يكتف في العمل في مكتبه الهندسي فهو يعمل حاليا في بلدية Burlöv kommun بلجنة تخطيط المدينة وكان من بين المرشحين للبرلمان السويدي عن حزب البيئة في الانتخابات البرلمانية عام 2014 عن محافظة سكونا كما يعمل في تمثيل الحزب في هيئة المُحلفين في محكمة مالمو Malmö Tingsrätt .
من الإنجازات الأخرى له هو تصميمه للمركز الاسلامي في مالمو والذي يتم إنشاؤه حاليا، ويعتبر من المراكز الإسلامية الكبيرة في الدول الإسكندنافية، حيث يشمل مسجداً كبيراً ومسابح وصالات تعليم وقاعة مؤتمرات.
ورغم عمله وإنشغالاته شرع بتعلم اللغة التركية لتكون من بين المهارات الكثيرة التي يمتلكها.