- المصدر: زمان الوصل
- 7042 قراءة
بعد رحلة معاناة.. شاب سوري تغلب على السرطان، وأنشأ مشروعاً زراعياً ناجحاً في ألمانيا
بعد أشهر قليلة من لجوئه إلى ألمانيا وشفائه من المرض الخبيث، الذي ألم به فجأة، تمكن الشاب السوري "محمد المصري" من استصلاح أرض ترابية مهملة وتحويلها إلى مشتل زراعي يزهو بالنماء والاخضرار، مستعيناً ببعض خبراته السابقة في الزراعة ليثبت أن شغف الحياة والطموح لا يقف أمامهما أي عائق مهما كان صعباً.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 600x800px. |
ينحدر المصري من مدينة القصير بريف حمص 1983 وبسبب ظروفه المعيشية لم يستطع إكمال تعليمه فعمل في شركة زيوت خاصة، وفي الزراعة بأرض عائلته، وبعد اندلاع الثورة في المدينة ونتيجة القصف واستشهاد شقيقين له إضافة إلى أخته الوحيدة وإصابة يده اليمنى بإعاقة جراء قذيفة اضطر للنزوح إلى القلمون عبر فتحة الموت، وبعد فترة من مكوثه في مدينة يبرود نزح ثانية إلى لبنان ليسكن في مخيمات اللجوء في البقاع الأوسط. وبعد أربع سنوات تمكن من الخروج إلى تركيا ومنها إلى جزيرة "متيليني" اليونانية بحراً عبر قوارب الموت قبل أن يصل إلى ألمانيا قاطعاً رحلة شاقة عانى فيها الجوع والبرد والتشرد -كما يروي لـ"اقتصاد"- مضيفاً أنه أصيب بعد أشهر من مكوثه في ألمانيا بمرض السرطان في البروستات، وخضع -كما يقول- لجراحة استئصال الورم وإلى جلسات كيماوي مركزة إلى أن شفي بعد سنة ونصف، والتحق بعدها بكورسات للغة الألمانية، ليبدأ بعدها بالبحث عن مصدر رزق.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 585x780px. |
ونظراً لأنه ملم بشؤون الزراعة بدأ المصري يفكر بمشروع زراعي وتمكن من العثور على أرض قريبة من منزله منحها صاحبها الألماني له لمدة سنة كتجربة في مدينة Stuttgart عاصمة ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية.
وتابع محدثنا أنه بدأ باستصلاح الأرض التي بلغت مساحتها حوالي 2500 م ونقل التراب المخصص للشتل على عربة أطفال صغيرة من مسافة تبعد 2 كم عن أرض المشروع، وكان الأمر بمنتهى الصعوبة حيث اضطر للحفر والتعبئة والنقل بيد واحدة نظراً لأن يده الأخرى معطوبة ولا تعينه على الحركة و العمل. وتابع أنه استلم الأرض من مالكها وفق النظام المشتلي أي لا يمكنه فلاحتها أو زراعة تربتها، ومن هنا لجأ لزراعة شتول الخضراوات والنباتات في صناديق "قصيص" وأوانٍ كبيرة، وبدأ ياستغلال كل ما يجد في طريقه من أوعية تالفة وصناديق مهملة للزراعة فيها وكانت هذه الطريقة –حسب قوله- جديدة من نوعها في ألمانيا.
وأردف المصري أنه تمكن في البداية من زرع حوالي 400 شتلة وتوسع المشروع ليصل إلى 4000 شتلة بمختلف أصناف الفواكه والخضراوات، كما بدأ بمساعدة اللاجئين على الاعتناء بحدائق منازلهم من خلال إعلان نشره على صفحته في" فيسبوك" وقام من خلاله بتسويق منتجاته أيضاً.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 585x780px. |
ويعمل اللاجىء القادم من ضفاف العاصي بمفرده دون مساعدة من أحد وبيد واحدة قرابة 14 ساعة بشكل يومي بدءاً من تنظيف الأرض إلى اقتلاع الأعشاب الضارة إلى الزراعة والجني لاحقاً.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 585x780px. |
ولفت المصري إلى أنه قام بتقسيم المشتل إلى عدة أقسام منها للخضروات وللشتل وللبذور ولكن ليس بشكل منظم لأن المشروع-كما يقول- جديد ويقوم على جهده الفردي دون مساعدة أحد، مشيراً إلى أنه أراد أن يدخل ثقافة المزروعات السورية إلى المجتمع الألماني ونقل المزروعات غير الموجودة في ألمانيا كالملوخيا واليقطين والبامياء الديرية الطويلة والباذنجان الحمصي المخصص للمكدوس والكوسا صغيرة الحجم والفليفلة السورية والبندورة الحورانية والخيار البلدي والقثاء وغيرها، وينوي في العام القادم إدخال أشجار عربية والعديد من نباتات الزينة والزهور كالياسمين والزنبق والريحان وبعض النباتات العلاجية كالمليسة واليانسون والشمرة والنعناع والبابونج.
ولفت المزارع الشاب إلى أن جيرانه من الألمان أبدوا إعجابهم كثيراً بهذه المبادرة خصوصاً أن مكان المشتل كان عبارة عن أرض جرداء لا يستفاد منها وبدؤوا يتذوقون منتجات المشروع–كما يقول-كما اعترفت غرفة التجارة بالمشروع وتم تسجيله كمشروع ناجح.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x960px. |